بهدف نشر وتعزيز تطبيق القانون الدولي الإنساني، وتبادل وجهات النظر لمعالجة التحديات التي يواجهها، لاسيما في ظل ما يشهده العالم من حروب ونزاعات مسلحة، أقامت اللجنة الوطنية السورية للقانون الدولي الإنساني بالتعاون مع وزارة العدل واللجنة الدولية للصليب الأحمر ورشة عمل حول القانون الدولي الإنساني للسادة القضاة.

معاون وزير العدل القاضي نزار صدقني أكد في كلمته الافتتاحية أن احترام القانون يدل على رقي الأمم، ويتجلى هذا الرقي باحترام القانون أثناء النزاع المسلح، مبيناً أن سورية تتميز بقوانينها الوطنية وتعمل جدياً على تطبيق أحكام القانون الدولي الإنساني.

وأشار صدقني إلى التزام الجيش العربي السوري بأحكام القانون في محاربته للإرهاب، بالرغم من التجاوزات والانتهاكات التي تعرضت لها سورية، في هذا الإطار.

بدوره رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ستيفان ساكاليان أكد أهمية هذه الورشة لما تقدمه من مساهمات مفيدة أثناء النقاش لتعزيز دور القانون الدولي الإنساني، خاصة وأن السادة القضاة هم جوهر المسألة في هذا السياق، فلا بد من تبادل الخبرات معهم لاسيما فيما يتعلق بالتحديات التي نواجهها يومياً.

وبدأت الورشة أعمالها بعرض تعريفي عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمه مستشار البعثة الدولية للصليب الأحمر باسل المجد استهله بفيلم قصير عن نشأة اللجنة، كما بين مبادئها وما تقوم به من مهام إنسانية على مختلف الصعد، إضافة إلى دورها في تعزيز تطبيق القانون الإنساني.

الجلسة الثانية من الورشة حملت عنوان (مقدمة في القانون الدولي الإنساني) تحدثت فيها آيرس مولر عن نشأته، ومبادئه الأساسية، ومصادره القانونية، وأهميته في أوقات النزاعات المسلحة.

بدورها الدكتورة أمل يازجي قدمت شرحاً عن مواءمة وإدماج القانون الدولي الإنساني بحيث يلبي القانون الوطني كل الالتزامات التي تقع على عاتق سورية بموجب المعاهدات التي ارتبطت بها والقواعد العرفية العالمية الطابع والتي ترتب عليها التزامات ولها بموجبها حقوق.

وحول تطبيق القانون الدولي الإنساني والقانون الوطني السوري أوضح الدكتور ياسر كلزي الآليات الوقائية لاحترام القانون الدولي الإنساني، والالتزام بتجريم الانتهاكات من خلال الاجراءات التشريعية، وملاحقة المتهمين، و وقف الانتهاكات، وضمانات المحاكمة.

كما عرف الدكتور كلزي باللجنة الوطنية السورية للقانون الدولي الإنساني (نشأتها ومهامها).

الدكتور عمر مكي المستشار الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحدث عن تاريخ القضاء الجنائي ومراحل تطوره.. مشيراً إلى أهميته في ظل النزاعات المسلحة الحاصلة والتي ترتكب الكثير من الانتهاكات.

وجرى نقاش مفتوح مع السادة القضاة تبادلوا خلاله الأفكار، وأجاب المحاضرون على التساؤلات المطروحة.

وفي الختام تم توزيع الشهادات على القضاة المشاركين.